Top Ad unit 728 × 90

كيفية التغلب على مشاكل و معيقات تربية ابنك في دول المهجر(منهجُ التَّرْبيَةِ في بِلادِ الغُرْبَةِ)

أطفالنا في الغربة

كيفية التغلب على مشاكل و معيقات تربية ابنك في دول المهجر


منهجُ التَّرْبيَةِ في بِلادِ الغُرْبَةِ :


لا يختلف المنهج الإسلامي في تربية النشء من مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان، ولكن تتغير الوسائل والأساليب التربوية تبعاً لاختلاف البيئات الثقافية والاجتماعية، فتربية الأطفال منهجها واحد.. بيد أنه في أرض الاغتراب يتم التركيز على نقاط هامة لها أثرها الإصلاحي سلباً وإيجاباً بعد ذلك طول الحياة، وأهم ما نركز عليه هو الآتي :
أولاً: ربط الأطفال الدائم بالمسجد
على الوالد المسلم في بلاد الغربة أن يربط أولاده بالمسجد، ويعمق هذا المعنى دائماً في نفوسهم، ويحرص على أن يكون قدوة لهم في ذلك .
وعلى الوالد أيضاً أن يلقي في روع الصبي والفتاة أن المسجد أطهر وأهم مكان في هذه الأرض، وأنه بمقدار ما يرتبط ببيوت الله تفيض على حياته معاني البركة والسكينة والإيمان.. إضافة إلى أن المسجد بالنسبة لكل مسلم وفي أي مكان يُعدّ جامعة واسعة الأطراف للحياة كلها يتلقى فيها المسلمون علوم الخير والهدى والرشاد في الدنيا والآخرة .
إن الوضع الديني المخدر في نفوس أهل الأديان المغايرة للإسلام في بلاد الغربة دائماً يلقي بظلاله وأثره على الصغار، ومن وراء ذلك فقد يظن ناشئ الإسلام في هذه البلاد أن تقديس المساجد ومعرفة آدابها أمر غير ذي بالٍ، وذلك ناتج من إهمال الرعاة لهذا الصغير. أقصد الوالدين أو ولي أمر هذا الصغير؛ إذ يكون التقصير عن تعريفه بالمساجد واجتذابه إليها منذ الصغر، فينشأ من أول وهلة مرتبطاً ببيوت الله .
ثانياً: متابعة السؤال عن الفرائض الدينية
من أهم مسؤوليات راعي البيت ورب الأسرة أن يسأل رعيته عن أداء واجباتهم، كما أن عليه أن يتعرف على مطالبهم.. تماماً كما يفعل المسؤول مع مرؤوسيه في أي عمل، فيحاسبهم على التقصير ويكافئهم عند الإجادة .
وباختصارٍ.. فإن المطلوب من هذا الذي ولاه الله -عز وجل- راعياً على أسرته أن يقودهم إلى تطبيق شرع الله تعالى على نفسه وعلى رعيته، فيسأل ولده: هل أديت الصلاة؟.. هل أتممت صيام اليوم من رمضان؟ سؤال عن الصلاة، وآخر عن الصيام وثالث عن صلة الرحم وهكذا...
على كل والدٍ في أرض الإغتراب من المسلمين أن يعيد حساباته فيما يتعلق بتربية الأولاد تجاه الفرائض الدينية التي أمرنا بها الإسلام وأن يديم السؤال على أولاده بلا مللٍ ولا ضجرٍ، وأن يكون سؤاله بلا تعنتٍ ولا إرهاقٍ، وعليه كذلك أن لا يبدي أية تساهل وعدم التضايق من أولاده عند التقصير وعليه أن يسلك من الطريق أوسطها بالحكمة والتي هي أحسن . أما إذا أغفل الوالدان هذه المتابعة فإن الولد سينشأ خاملاً من مواهب الخير متفاعلاً مع كوامن الشر التي تتراقص حوله على كل سبيل .
ثالثاً: أولادكم ولغة القرآن

اللغة وسيلة البيان، ولغة العرب هي لغة الإسلام، وعلى هذا يجب أن تكون اللغة الأولى لكل المسلمين أينما كانوا، وذلك لاحتياجهم الدائم المتواصل لأداء شعائر العبادة كالصلاة والحج وتلاوة القرآن وذكر الله، وغير ذلك من صور التعبد باللغة العربية .
مشكلةٌ كبرى وعقبةٌ كؤودٌ في طريق الدعاة إلى الإسلام في بلاد الاغتراب تتمثل في كون المغتربين لا يتحدثون أكثرهم، ولا يفهمون اللغة العربية، إلاّ عدد قليل منهم، ولنفرض أن عدد المسلمين في أي مسجدٍ يؤدون صلاة الجمعة والخطيب يتحدث العربية يُقدّر بمائتين من المسلمين فإن نصف هذا العدد فقط هو الذي يفهم لغة التخاطب والباقون جالسون لالتماس البركات دونما فهم أو تعلم ، وقد نتجت مشكلة التغريب عن لغة العرب في بلاد المهجر من جرَّاءِ الاحتكاك المباشر مع اللغة الأجنبية، وإجادة التحدث بها على حساب اللغة العربية – وهذا واقع لا يسعنا إنكاره _ فعندما يذهب المسلم إلى السوق أو البنك أو المستشفى أو أي مكان فإنه من الطبيعي أن يتحدث بلغة البلد الذي يعيش فيه، ولا يمكن أن يتحدث العربية؛ لأنه لن يفهمه أحد.. من هُنَا ضرب النسيان ستائره على لغة العرب في بلاد الغربة، واستسهل الوالدان اللغة الأجنبية ليس خارج البيت فقط، وإنما داخل بيوتهم التي يفترض أنها بيوت للعرب، ويتعلم الصغار – طوعاً أو كرهاً – لغةً أجنبيةً عن ثقافتهم الدينية وعن جذورهم التي ينتمون إليها.. وحدثت المشكلة.
ومن خلال هذه الوصايا العجلى أبث إليكم – إخوتي المسلمين في بلاد الاغتراب همي وإشفاقي على مستقبل أولادنا في هذه البلاد.. لهذا؛ أرجو أحرَّ الرجاء من الوالد والوالدة اللذين تربيا على أرضٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ أن يحرصا على التحدث الدائم بين أسوار البيت باللغة العربية، أما إذا كانت الزوجة أجنبيةً هي الأخرى فقد زادت المشكلة تعقيداً .
رابعاً: من هو صديق ولدك ؟؟؟؟

قالوا في منثور الحكم: قلْ لي من صاحبك، أقلْ لك من أنت.. والصاحب ساحب، وله أكبر الأثر في نفس صديقه خيراً أو شراً، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- قال { المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل } ( رواه البغوي في شرح السنة 6/470 والحديث حسن غريب ) وسنركز في هذه النقطة على شيء هام، وهو ضرورة النظر والتدقيق في أصدقاء أولادنا وبناتنا في بلاد الغربة والسؤال عنهم ومعرفة أخلاقهم وميولهم، فإن كانوا من أهل الخير فنعم الصحبة، وإن كانوا من أهل السوء والشر فيجب على الوالد النصح ومحاولة التفريق بين أولاده وبين أصدقاء السوء بكل وسيلة ممكنة؛ لأن الطبع يسرق من الطبع، وصدق من قال :
منْ جالسَ الجربَ يوماً في أماكنِها لو كان ذا صحةٍ لا يأمن الجربا
على هذا سار العقلاء في كل زمانٍ ومكانٍ، وما أحوج أبناء الإسلام في بلاد الغربة إلى صداقة المسلم للمسلم، وخصوصاً الأنقياء والصالحين منهم، والمتمسكين بشرع الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وليس معنى هذا أن نتخذ غير المسلمين أعداء، بل نتعامل معهم بالخير والبر والمشاركة الإيجابية في كل مناسبةٍ، دون اتخاذهم أصدقاء، وذلك لاختلاف معنى الصداقة وحقوقها عند المسلمين وعند غيرهم . فيجب عليك – أخي المسلم – إعادة النظر في أصدقاء أولادك وبناتك، ولا تقبل إلاّ ما يقره الإسلام، وإياك والتقليد .
خامساً: لا تغمض عينيك عن ولدك
من أهم المطالب في تربية أبناء المسلمين في المهجر أن تكون عيون الآباء والأمهات دائماً مفتوحةً على أبنائهم وبناتهم، إلى أن يصيروا في سن النضوج وتحمل المسؤولية، ذلك لأن أبناء المسلمين المغتربين على شفا جُرُفٍ من التردي في أتون المجتمع المستعر بالمهالك المتكاثرة والمغريات الجاذبة في كل مكان، وبكل وسيلةٍ وفي أي وقتٍ، مما يجعل مهمة التربية والتقويم لأبناء المسلمين مهمةً شاقةً وصعبةً بكل معاني المشقة والصعوبة، وذلك لكثرة الفتن وانشغال الآباء والأمهات بالعمل مع افتراض عدم التلاقي الدائم ولو في المنزل بين الآباء والأبناء، فلكل منهما شأن يشغله ويغنيه.
فيا أخي المسلم: أهذا مجتمعٌ تترك فيه ولدك أو ابنتك ليكون فريسة التقليد حسب ما ينطق واقعه ؟ أم أن الأحرى بك دائماً أن تلزم أولادك بالمراقبة والنصح وحسن التعهد والتربية، تلك التي انحصرت في الوالدين والمسجد فقط؟
وعلى العموم، فما ذكرته ليس كل شيء في تربية أبناء الإسلام وبناته، إنما ركزت على نقاط لها أهميتها القصوى فيما يتعلق بالحفاظ على أولاد وبنات المسلمين في الغربة.
والله يحفظهم بعينه التي لا تنام .
تابعونا على صفحتنا على الفايسبوك : كل ما تريده من الحياة 
كيفية التغلب على مشاكل و معيقات تربية ابنك في دول المهجر(منهجُ التَّرْبيَةِ في بِلادِ الغُرْبَةِ) Reviewed by Unknown on 7:10:00 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.